كيف تتغذى الخلايا السرطانية على السكر

تتغذى الخلايا السرطانية على السكر من أجل نموها، كما لاحظ أوتو واربيرغ (Otto Warburg) في عشرينات القرن الماضي، وقد اكتشف العلماء اليوم كيف تفعل هذا. حلّ هذا اللغز الذي أصبح عمره مئة عام يفتح الباب أخيرا للتوصل إلى معالجات أفضل وأكثر أمانا. اكتشف د. واربيرغ في العشرينات أن الخلايا السرطانية تحتاج إلى الجلوكوز -سكر الدم- لكي تزدهر وتنمو، وهو مصدرها الأساسي للطاقة؛ لكنها وجدت طريقة شديدة الكفاءة للحصول على تلك الطاقة. تستخدم الخلايا السليمة الجسيمات الكوندرية فيها، وهي البنيات المولدة للطاقة، لإنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) الذي يقود معظم وظائفنا، لكن الخلايا السرطانية مختلفة، فهي تبدل استقلابها وتوقف اعتمادها على الأوكسجين، وتلجأ بدلا من هذا إلى تخمير السكر في عملية أصبح تعرف باسم "تأثير واربيرغ". يطرح البروفيسور بيرت أومالي من كلية بايلور للطب السؤال: "بقي هذا الأمر لغزا لسنوات طويلة، فلماذا تلجأ الخلايا السرطانية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة للحفاظ على نموها، إلى مسارات تنتج كمية من مركب الأدينوزين ثلاثي الفوسفات، أقلّ مما تنتجه مسارات أخرى؟". توصل أومالي وزملاؤه قبل سنوات إلى أن الخلايا السرطانية تفرط في إنتاج بروتين منشط المستقبلات النووية3 (SRC-3 )، ويسمح لها هذا بتشغيل المورثات التي تشجع الانقسام الخلوي (النمو)، وهي من الخصائص المميزة للسرطان الخبيث. ما الذي يجعل الخلية السرطانية إذن تنتج منشط المستقبلات النووية3؟ المتهم الخفي هو إنزيم يسمى 6-فوسفوفروكتو2-كيناز/فروكتوز-2,6 ثنائي الفوسفات4 (PFKFB4)، وهو يحول منشط المستقبلات النووية إلى موجّه قويٍ لمعظم أنواع السرطان، وبخاصة سرطان الثدي. يفتح هذا الاكتشاف بابا جديدا أمام معالجات السرطان. يكفي إزالة (PFKFB4) أو منشط المستقبلات النووية من الخلايا السرطانية ليتوقف مسار المرض. Nature, 2018; 556: 249–254 من العدد الواحد و العشرون
#