أغرق أحزانك

تتحدث أبحاثٌ جديدةٌ عن "مضادات الذهان الحيوية": أطعمةٌ مثل الكيفير تعزز قناتك الهضمية، ومزاجك. تقرير لشان نيكس جونز (Shann Nix Jones). ربما يصعب تصديق أن تناول مواد البروبيوتيك مثل الكيفير يمكن أن يغير في تركيبة البكتيريا بالقناة الهضمية، بطريقةٍ تؤثر إيجاباً على مزاجك ووظائف دماغك، وتحل أيضا مشكلة متلازمة الأمعاء (IBS). لكن موجةً كبيرةً من الأبحاث المتعلقة بمحور الدماغ- القناة الهضمية تظهر صحة هذا الكلام تماما. عرف الكيفير منذ آلاف السنين، وهو منتجٌ مخمَّــرٌ شبيهٌ باللبن السائل، لكنه يتجه اليوم ليحتل مكانةً مرموقةً في الجبهة الجديدة لعلم الأعصاب، بسبب فعاليته كأحد مضادات الذهان الحيوية (psychobiotic). يعبر هذا المصطلح عن تركيبةٍ جديدةٍ من الكائنات الحية التي تعمل لدى تناولها بكميات مناسبة على إنتاج فوائد للصحة العقلية. في الوقت الذي عرف فيه الإنسان منذ أكثر من قرنٍ أن البكتيريا يمكن أن تمارس تأثيرات إيجابية على الصحة الجسدية، لكن الدراسات أظهلات خلال السنوات 10-15 الفائتة وجود رابط ٍ بين القناة الهضمية والبكتيريا بداخلها، وبين الدماغ. شوهد لدى الفئران تحسن في الوظائف المناعية، وردات فعل أفضل للضغوط، وأيضا تحسن في التعلم والذاكرة، وقد عزيت بمجملها إلى وصول السلالة الصحيحة من البكتيريا إلى القناة الهضمية. يقول فيليب برنيت (Philip Burnet) البروفسور المساعد في علم النفس في جامعة أوكسفورد: "تمنحنا هذه الدراسات الثقةَ بأن البكتيريا في القناة الهضمية تلعب دوراً سببياً في جميع العمليات البيولوجية المهمة، والتي نأمل في استثمارها لاحقاً مع مضادات الذهان الحيوية". خضعت مضادات الذهان الحيوية إلى دراساتٍ على مجموعات من مرضى متلازمة تهيج الأمعاء، حيث تم تسجيل نتائج إيجابية على المتلازمة، وعلى الاكتئاب/التوتر المرافق لها2. لكن ليس بالضرورة أن تكون مكتئباً سريرياً حتى تستفيد من مضادات الذهان الحيوية، وتظهر آخر الأبحاث، أن أي شخصٍ يعاني ضغطاً نفسياً مستمراً، أو سوء مزاج، أو أعراض شبيهة بالتوتر يمكن أن يستفيد منها أيضاً3. من العدد الواحد و العشرين
#